Monday, April 16, 2007

Hany El-Gowely is not available at the moment




وكأنى لا أتعلم
رحل محمد حسين بكر دون أن أعرف أنه سيفعل
كنت وقتها أتحاشى مقابلته لأنى قصرت فى حق صداقة لم يتح لها الوقت للنمو
وفجأة
قابلنى الأصدقاء على مقهى التكعيبة ليخبرونى أن محمد حسين بكر مات
وتأكدت عندما قرأت مقالة محمد صلاح العزب فى جريدة أخبار الأدب
تحت عنوان: ما أقسى الموت لو أن الفتى محمد حسين بكر

بعدها
قررت أن أتعلم ما أعرفه جيدًا وهو أن الموت كما يقول محمود درويش لا يحب الانتظار
قررت أن أهزم ترددى تجاه أى شخص قبل أن يتم الموت مهمته
قررت ألا أقصر فى حق أحد
قررت أيضًا أشياء كثيرة
منها
أن هانى الجويلى على بالى بقاله يومين وأول ما افوق هاتصل بيه فورًا
هانى الجويلى هاتصل بيه واقوله يجيب أغلفة الكتب اللى بيعملها على سيديهايه عشان أنزلها على البلوج بتاعى
هكلم هانى وأقوله لو كان فاضى يقابلنى عشان يقولى رأيه فى المجموعة بتاعتى عشان هوه قالى إنه قراها وعجبته أوى وكذا فكرة نورت فى دماغه عشان يعملها الغلاف
هكلم هانى وأقوله أنا خلاص عايز أنزل الطبعة التانية من تماثيل الملح وعايزك تعملى غلاف جديد لأن الغلاف بتاع الطبعة الأولى من حق المجلس الأعلى للثقافة

وكأننى لا أتعلم
أقابل نفس الأصدقاء على مقهى حسن بالقرب من مقهى التكعيبة ليخبرونى أن هانى الجويلى مات وزوجته جيهان عمر فى المستشفى فى حال خطرة
أجلس قليلاً
أتمشى
أضحك بحجة أن هانى ليس صديقى
أتمشى
أتصل برقمه فأجد شقيق جيهان عمر يرد علىّ ويؤكد الخبر
أمسح رقم هانى الجويلى للأبد
أصلى العشاء فى جامع الشيخ معروف وأدعو لهانى بالرحمة
أعود لأصدقائى
نتناقش فى شئون الحياة والعمل
أعود لبيتى غير راغب فى أى شىء
أبحث بهمة عن اسم هانى الجويلى فى الإنترنت
أجهز البوست السابق وهذا البوست الذى أكتبه
أقول لنفسى ولهانى الجويلى فى نفس الوقت بقى كده يا هانى تموت قبل أما تعملى الغلافين ماشى يا عم هانى ماكنتش أعرف أن شغلى وحش أوى كده لدرجة إنك تموت عشان ما تعملوش


وهو كذلك يا هانى على راحتك
يا ترى يا هانى يا جويلى
أتصدقنى حين أقول لك الآن إنى كنت أنوى الاتصال بك
وإننى بالفعل أشعر أنك أوحشتنى
أكاد أسمعك وأنت تقول إنك لا تصدقنى
عندك حق
لو كنت صادقًا ما منعنى شئ عن الحديث إليك
ولكن والله العظيم يا هانى لم أكن أعرف أنك ستموت
ولم أتعلم من محمد حسين بكر
أول ما سأفعله حين أنزل إلى الشارع فى الغد
إن كان هناك غد
سأفعل شيئًا ليس لك به علاقة
سأتصل بإذن الله بصديقتى وردة حامد لأطمئن عليها

وسنرى أينا سيصل هدفه أولاً
أنا
أم الموت

أطلت عليك فى الحديث
وأعتقد أنك مشغول الآن ولديك أشياء أخرى لتفعلها
أهم من الاستماع إلى شخص لم يتصل بك حين كان يفكر فى الاتصال بك

مع السلامة يا هانى


محمد كمال حسن
الثانية وخمس وأربعون دقيقة
صباح 16 أبريل 2007

5 comments:

كراكيب نـهـى مـحمود said...

رحم الله هاني ومحمد
بس بالراحة على نفسك يا محمد هي لعبة الموت منذ الازل لن يتوقف عنها الان لانها تفزعنا سيتمادي في ادهاشنا كل مرة
معلش
البقاء لله

متغيرة شوية said...

البقاء لله

انا بقالي ربع ساعة بعيد قراية المقال وأنا متنحة في الشاشة
تعرف كنا لسا من كام يوم جايبين سيرة الجويلي أنا وملكة ..
كان عاجبنا غلاف السنة 13 شهر بتاع سالم الشهباني ، وكانت ملكة بتقول انه أحسن غلاف اتعمل في أكتب..

مش عارفة أقول ايه..

Mahmoud Serag said...

انا لله و انا اليه راجعون

الخبر وجعنى اوى يا محمد

اللهم ارحمه و أرحم أموات المسلمين

الواحد مش بيحس بالموت الا لما بيخطف حد قريب منه

اللهم أحسن خواتمنا جميعا

فتاة عشوائية said...

رحم الله موتانا
انا لا استطع الحديث عن الموت فهو بالنسبة لى حدث لم اذقه أشعر ان من مات اختفى فقط
لكنى اشعر بمرارة أن تريد شيئا بحق ولا تفعله لأسباب تافهة
أشعر بمعنى أن يكون شيئا فى متناول يدك بالكامل فى لحظة تستغرقها انت فى تردد لا معنى له ثم يصبح مستحيلا فى اللحظة التالية
ادعو لك ولاهله بالصبر والرحمة

soha zaky said...

محمد ، بزمتك انت مصدق انهم ماتوا ؟!
لا بكر مات ولا الجويلى مات ، والمشكلة ان الاماكن بتأكد ده طول الوقت ، نفس الاماكن مش حاجة غريب شوية ...قلبى طبعا معاك وانت متاكد من دا ... كفاية انك خلتنى احس ان محمد حسين بكر لسه ماشى حالا من معهد ناصر رايح مقابر الاباجية ومش هايخرج منها تانى ...