Thursday, August 23, 2007

ربـما عـرفت الآن أن الآخـرين مـهتمون لأمـرك

ربـما عـرفت الآن أن الآخـرين مـهتمون لأمـرك

لعلها بدايات الخريف عندما تقابلنا.. لعله رصيف ومساحة لا تزيد عن ستة أمتار محاطة
بألواح خشبية تلك التى تقابلنا فيها..أناس مصابون بهوس الحُلم بالموهبة.. نتقابل وأحدنا
على الأقل يقابل الآخر هروبًا من تجربة قاسية.. اسمى محمد كمال. وأنا دعاء فتوح. هناك
ندوة أبدعت فيها بمقاطع من أحمد فؤاد نجم فأسألك باهتمام عما إذا كنت تكتبين أيضًا
فتبتسمين ابتسامتك المعهودة المصحوبة بإغماض العينين أنك ترتكبين الشعر على استحياء.
أسمعينى إذن. فتسمعينى قصيدة الجواكر.. أبتسم وأجيبك -حين تسألين عن رأيى- فى قلة ذوق تحاول أن تكون حيادية أنك متأثرة جدًا بأحمد فؤاد نجم.. نجلس قليلاً لدواعى الثرثرة التى يجيدها كلانا ثم ينصرف كل منا إلى حال سبيله

لعله عام ألفين وواحد حين سمعت الجواكر..لعله الآن ألفين وسبعة..غير أن سبعة أعوام
ليست هى الفارق. صحيح أننى صرت أكبر ورأيت من نفسى ما رأيت، صحيح أن البنت
التى كنت أحبها أيام الجامعة لا أتذكر ملامحها الآن بسهولة خصوصًا بعد أن تزوجت
وأنجبت، وأن أبى قد رحل فعلاً لا على سبيل التجربة، صحيح أننى تورطت فى الأدب
برواية وتجمع ودار نشر، وأن لى صديقين واحد تزوج مرتين والآخر متزوج ومنفى فى
بلاد جنوبية حارة، ولى صديق يسعى مجتهدًا ليتزوج، صحيح أن لى صديقًا له ابن الآن
يضحك كلما رآنى ويضحك حين أضع فى فمه الحلوى وأدغدغه... صحيح كل هذا غير
أننى لا ألحظه إلا عندما أكتبه الآن أمام عينى
كبرت ورأيت البنت التى أسمعتنى الجواكر تُصدر أول دواوينها. أتعجب ولا أتعجب من
كوننا لا نزال على معرفة. أتعجب ولا أتعجب حين أعرف أننا صرنا صديقين حقيقيين منذ
ثلاثة أعوام أو أربعة. أتعجب ولا أتعجب حين أعرف أنى أحبك حقًا حين تترقرق فى عينى
بوادر دموع لأننى أرى اسمك واسم ديوانك فى فهرس المجلس الأعلى للثقافة.مكالمات
التليفون التى تشاجرنا فيها من أجل قصيدة لم تضع عبثًا إذن والذين بذلوا كل غال ونفيس
من أجل تحطميك ساعدوك ويساعدونك حتى الآن بكل إخلاص من أجل أن تكونى كاتبة جيدة. لو علموا ما فعلته ألسنتهم بك لطلبوا إلى الله أن يكونوا طيبين. هل صحيح أن الشعر
تنضجه الآلام. أأسعد لأنك وحيدة وحزينة لأن هذا يعنى مزيدًا من الشعر. نجلس حولك -
نحن المتواطئين- نحتفل بلمعة عينيك واحمرار وجهك حين ترين أول نسخة من كتابك على
حين غرة. هؤلاء اجتهدوا منذ علموا قرب صدور الديوان ليخفوا عنك الأمر ليروا السعادة
صافية دون أن تلوثها مساحيق الشكر وكلمات الدبلوماسية.. حين تمر أول دقيقة نعرف أننا
ارتكبنا الشئ الصواب. نسجل بكاميرا الفيديو احتفالنا بك وبكتابك. حين احتفلنا –نحن
أصدقاءك- بك وبديوانك كنا ولازلنا سعداء بك فلا تفسدى سعادتنا بأن تبكى لأنك وحيدة
لأنك لست كذلك بالفعل. كيف يمكن أن تكونى وحيدة ومحمد فتوح ومصطفى الحسينى ومحمد مصطفى ومحمد كمال حسن وسيميا وآخرون يستعدون لإسعادك من فترة. كلنا
نحبك يا دعاء. حين تحلقنا حولك قلنا كلامًا كثيرًا... كثيرًا جدًا كأن الكلام هو ما يبقينا على قيد الحياة، وأهم ما علق بذهنى تعليق صديقك حين أشار إلى أنك الآن تشاركين فى تحمل
مسئولية شعر العامية وفتح الباب أمام آخرين. ترى هل ستذكرين هذا فيما بعد أم أن الشاعر
حين يكون له كتاب وقراء تتغير نفسه. هكذا قلت لنفسى.

حين عُدت إلى المقهى لم يكن معى إلا صديق يقول إن التورط فى الصداقة يعنى أن تكون
وحدك فى وجود شخص آخر. المهم أنه يتركنى وحدى فعلاً ليتكلم فى التليفون لفترة كانت كافية لأقرأ ديوانك كاملاً ولأتذكر دفعة واحدة أننا تقابلنا فى ألفين وواحد لأعدك أنك ستصدرين ديوانًا وكنت تستبعدين ذلك. هذا الدأب والإصرار وهذا التوحد مع الكتابة والحب
الجارف لها. هذا الاهتمام والبحث عن كل ما يدفعك للأمام كان باديًا على وجهك حين قلت
لك هذا. لو خسرتِ الشعر فماذا سيبقى لكِ. ديوانك مسنى لأنه حزين وصادق ولم تلوثه بعد
أيادى تصنع التجربة وكلام النقاد والشعراء. ديوانك ملئ بالإنسانية لا بحس الأنثى والكتابة النسوية التى تظل تكتب مراهقتها إلى أن تصل للشعر الأبيض. كثير من الشعراء يصدرون
ديوانهم الأول وكأنه الديوان الأخير، أما أنتِ فلا يبدو عليكِ أنك ستفعلين هذا. شئتِ أم أبيتِ
أنت الآن داخل الساحة.



فركة كعب بينك وبين الميدان

بينك وبين نفسك

بينك وبين الآخرين

فركة كعب بين ألفين وواحد وألفين وسبعة... هكذا اكتشفت فجأة وأنا أتصفح ديوانك



من ديوان فـركة كـعب

لـدعـاء فـتـوح




ضـــل ف صـــورة

متكوم
جنب رصيف الذكرى
وقلبك نازل عد
تواريخ
من يوم ما عنيك
اتولدت
ضحكة صبح
وقلبك نَبِّت
فوق الضحكة نهار
واتراكم عمرك
بين عجلات الدنيا
الدايرة أيام تتعد
من وسط الصورة
يمر شريط للحلم
اللى ماخطاش السكة
ولسه ف حضن
الغيب متلتم
ومكلفت روحه
جوه سجاير
ناس تايهين
فيضيع دخان
من قبل ما يوصل بر
فتلاقى ملامحه
ف ضهر رصيفك
طافية
وأعقاب مرمية
أتوبيس هيعدى وفيه أحبابك
ريش متنطور
ع الجنبين
مناديل
متحوش فيها دموعك
بإيدين بتهدهد
قلبك طفل سعيد
وإيدين اتعازمت
مين هيشيل
الكهل الماشى
ف آخر الليل
حفرة ف صندوق
متغطى ببفتة
وعنيك بتدور زى رادار
علشان تتقابل
ويا عنيه
اكمنه أنيسك ف الرحلة
وأنت المتخوف
منك
منه
عليك وعليه
متأكد
إن ملامحك فيه
وانت اللى عمرك
شوفت ملامحك
مرعوب
لتكون ف الآخر ضل ف صورة
أبيض ف أسود


ربما لا تعرفى يا دعــاء أن ديوانك لا يخصك وحدك غير أنه ديوانى أنا أيضًا. ليس
صاحب الديوان كاتبه ولكن صاحبه الحقيقى هو من آمن به


فــركـة كــعـب
2007

دعــاء فـتـوح


المجلس الأعلى للثقافة

17 comments:

محمد مصطفى said...

كنت منتظر البوست بصبر قد لا تتصوره يا كمال
كالعادة يضعني أسلوبك السلس في اشكالية جميلة
أكيد الكل كان ينتظر ديوان دعاء جدا و اكيد أنها ممن وقع عليهم عبء الشعر العامي و أكيد أنه لن يكون ديوانها الأخير حيث لن تستطيع التوقف
دعاء في الشعر كالقطارات الصاروخية التي لا تتوقف إلا في نهاية الرحلة
سعيد جدا بالبوست
و منتظر التالي

عين ضيقة said...

مساء الخير

أولا: مبروك ليها ويارب نجاحات متتالية

ثانيا: طريقتك واسلوبك فى البوست اكثر من رائع
انا استمتعت جدا وانا بقرا وكأنى بقرا قصيدة شعر تحفة

ثالثا بقى: وده ليها
هنيئا لك كل هذا الحب
وأدامكم الله اصدقاء للابد

تحياتى

Hisham Anwer said...

أنا من قلائل الناس المحظوظين الذين تجمعهم صداقه بعملاقي صناعه تماثيل الملح وفركة كعب. أنا اعرفها منذ "حولت اكتب ومعرفت ومقدرتش أعبر ع اللي جويا من المكنون" هكذا جائت ترددها إلي بعدما اتفقنا علي ان تنصر ثورتها الشعريه. أعرفه منذ ان أسمعته احدي كتاباتي فقال لي هادئا انها تحمل ما لا تحمله قصائدك الحديثه ويصعب تكرارها, وصدق وصدقت معه الحياه فأنا الان بعيد عن كتابه سطر وحيد تحمله قافيه أو يثقله وزن.

ساقتك حياتك الي احتراف الادب وساقني قدري الي احتراف العلم. دعني أهدي اليك هذه الكلمات قبل أن ألملم وريقاتي وأذوب مختفيا


محمد هذه مني لتذكرني
ما مات من كانت ذكراه تحييه
فالحب في الله خير من تنفسنا
وحبي اليك لا شيئ يضاهييه
ذكراك تعرف في قلبي مساكنها
وأنت في القلب بعض من أغانيه

Mohamed Kamal Hassan said...

مادو

أنا برضه كنت منتظره
أنا كسول أوى ف البوستات
بس على فكرة البوست الحقيقى جااااى
وربنا يخليك دايمًا ليا ترفع معنوياتى
ــــــــــــــــــــــــ

عين ضيقة
مساء الفل
هوصلها تحياتك ومباركتك
وبالنسبة لى أنا مبسوط أن كى بوردى المتواضع عجبك
شكرن
وقريب أزور مدونتك عشان وحشتنى
(:
ـــــــــــــــــــــــــــ

هشام باشا أنور
محضرلك مفاجأة يارب تعجبك
شكرًا جدًا لزيارتك السريعة
أنا اللى محظوظ إنى أعرف واحد زيك
تعرف إنى بحس بالفخر والفرحة لمجرد ذكر اسمك
مش هتقدر تتخيل مدى فرحتى بأبيات شعرك
ربنا يديم المحبة يا دكتور
وأرجو ألا تذوب مختفيًا وألا تلملم وريقاتك

شكرًا لك يا هشام
شكرًا حقيقى
((:
((:

متغيرة شوية said...

اتضح ان حالة الاختفاء بتاعتي ليها اضرار كتير قوي ، لأني لسا دلوقتي بعرف ان ديوان دعاء اخيرا صدر
عموما قريبا ليا نزولة علشان اشوف البشر كلهم وأجيب كل الكتب اللي نزلت.
بجد انا سعيدة قوي ، لأني كنت مستنية الديوان ده بشكل شخصي قوي
بحبك يا دعاء فتوح بجد
ده على فرض ان دعاء هتقرى الكلام
اما انت بقى يا ابو كمال
ازيك يا جدع؟

رضوى داود said...

انا بقالي كام يوم مبسوطة من غير سبب يا محمد و دي اكيد حاجه حلوة قوى
حالة مالهاش حل

الحاجة الاحلى بقي ان كل لما الوقت بيعدي عليا بلاقي احداث و اشخاص
بيزودوا احساسي بالسعادة مش بس الاحساس بيزيد لا كمان بيبقى له اسباب تقوية

انا دلوقتي مش عارفه اعمل ايه من كتر السعادة
اخير ديوان دعاء نزل
شوقتني انزل اجيب نسخة
مبروك لينا على الديوان

fawest said...

اخيرا يا عم محمد
انا كنت زهقت من التجات
المشكلة معاك ياباشا انك بتحس بالزمن بشكل مدهش
الدهشة عاملة معايا مشكلة
بالنسبة الشاعرة دعاء فيكفى اللى قلته علشان اجرى بكرة الصبح اشترى الديوان من المجلس
اصل نادرا الاقى شاعرة فيها الصفات اللى بتقولها
و علعموم
الشعر يكدب الغطاس
وهنشوف انتا وهى بتعرفوا تعوموا

محمد عبدالحي بتاع بيطري said...
This comment has been removed by the author.
محمد عبدالحي بتاع بيطري said...

أزيك يا كيمو

أيه يا عم الدراما اللي أنتة عاملها دي
أهم حاجة أن البت نزلت الديوان و مبروك مبروك مبروك .. مبروك عليكم و علينا

أيه أخبار أصداراتك الجديدة

و بالتوفيق الكبير ليك و لورقة وقلم
وابقى وزع للبت الديوان وما تستندلوش

هوة هشام ده هوة هشام أنور فعلا
والله الواد ده واحشني جدا

أبقى سلملي على البشر نفر نفر

سلام

Mohamed Kamal Hassan said...

متغيرة شوية
وحشتينى يا بنت الإيه
عاملة إيه
أول ما أكلم دعاء هاقوها ان شاء الله إنك بتحبيها
(:
(:
ـــــــــــــــــــــــ
أميرة
واضح إنك حد عارفنى
وحتى لو متعرفنيش
أنا مبسوط إنى خبر جبته سببلك حالة انبساط
يارب دايمًا كده باسطينك
(:

Mohamed Kamal Hassan said...

fawest
متخافش
الديوان جامد
وشعر دعاء فتوح يستاهل
وابقى قولى
يمكن أكون غلطان
ــــــــــــــــــــــ
Comment deleted
(:
لعل المانع خير
دخلت أشوف الكومنتات لا قيتك مش هنا
ــــــــــــــــــ
دكتور محمد عبد الحى
يارتنى كتبت عن فركة كعب ودعاء من زمان
عشان أشوف هشام أنور ومحمد عبد الحى عندى
ثم فين الدراما دى
ولا اللى على راسه بطحة يا محمد
وده هشام أنور فعلا مش هزار
زرنى بقى كتييير
(:
(:

vetrinary said...

الله الله الله
ده هشام انور بتاع علوم
ايه يا جدعاان الدنيا بتلف بسرعه اوى
حاسبو بقى يحسن نقع

ولربما ياتيك يوما حبها

يهواك

يستجدى رضاك

هشام انور

مَلَكة said...

فرحانة جدا جدا بديوان دعاء
لأنها من الناس اللي الواحد صعب ينساهم أو ميحبهمش لما يعرفهم والله
وفرحانة كمان بتدوينتك الجميلة اللي بتدخل القلب ببساطة دي يا محمد
كل التحية لها ولك:)

Hisham Anwer said...

ولربما يأتيك يوما حبها

يهواك
يستجدي رضاك

في يومها... يكفيك منها أنها
لن تسترد قواها.



والله العظيم انا هشام
أنور اللي بيقولوا عليه
عجيبا أنه ليس دائما ما يبوح الانسان بما يتمني قوله
مش مصدق؟ طب شوف بيقولها ايه


هل لأني لم أقل أني أحبك

لا أحبك
أو إذا ذل اللسان وفال هل يكفي لحكمك؟
إن في صمتي حروفا لا تري
ليت في عينيك
قاموسا لصمتي


أنا حقيقي سعيد جدا اني لقيتكم كلكم سكنين جمب بعض هنا وأعتقدأن بيتا من القش فوق سطح أي بيت هنا سيبقي لسعادتي مأوي.

Mohamed Kamal Hassan said...

vetrinary
شكرًا لزيارتك
ومبسوط إنك بتحيى دكتور هشام على مدونتى المتواضعة
ــــــــــــــ
ملكة
يارب كده فرحانة على طول
وشكرًا لأنك بتابعى اللى بكتبه
(:
ــــــــــــــــــ
هشام أنور
يا أخى أنا مبسوط
لأن التدوينة دى جمعت الشمل
تخيل يا هشام
محمد كمال وهشام أنور ومحمد عمران ومحمد عبد الحى
ناس بقالها كتير متجمعتش
ومبسوط لأنك بتزورنى تانى
(:
الناس مش مصدقة انك هنا
(:
زرنى دايمًا
شكرًا

soha zaky said...

عزيزى السيد محمد بن كمال بن حسن ، وحياة النعمة يا شيخ انك بتكتب شعر جامد اوى اهه ، ما تروح تعمل ديوان انت كمان ، ايه يا عم محمد انا شفت الديوان بالصدفة ، وجاتلى صدمة فى معامعيعى يرضيك ، طب اربى البت ازاى دلوقتى ، الله يسامحك ، الفرشة اللى انت فرشتها واسعة قوى على الديوان ، محمد الشعر مينفعش نتعلمه ؟!ولا أيه

Mohamed Kamal Hassan said...

سهى زكى
الفرشة مش جامدة ولا حاجة
لأنى بتكلم عن إحساسى أنا
تابعى البوست كويس
وانتى تعرفى إنى إنى مكتبتش ولا حرف عن الديوان كفنيات
اتكلمت عليه كحالة خاصة بالنسبى لى
والصراحة بقى لا صدمة ولا حاجة
لأن الديوان حلو بصراحة




آسف جدًا على التأخير ف الرد
لسه شايف الكومنت حالاً

((: