Thursday, April 10, 2008

يحيى بياكل صحابه

يحيى بياكل صحابه

ومن لم يرَ يحيى فقد فاته خير كثير. أنا والحسينى –لا بد أنه الحسينى- من غيره يتمرمط معى فى كل المقاهى المتاحة وجميع المواصلات الممكنة. كان معى ونحن نستكشف مقهى جديدًا يسهر إلى الصباح أو على أقل تقدير يسهر إلى ما بعد الثانية بعد منتصف الليل. 1930 تغلق فى الحادية عشرة. وسان سوسيه تغلق فى الواحدة. وزيزينيا لو بتسهر ليوم القيامة لن نقربها –سأحكى لكم عنها فيما بعد- مقاهى شارع المحطة بعيدة ونحن نريد شيئًا فى الإطار (الإطار: مصطلح حُسينىّ يعنى أن يكون قريبًا) ربما سأفاجئ نفسى وأفرد مساحة ضخمة لمصطلحات الحسينى، مثل: بيبكبك. والبكبكة تعنى ومثل... لأ مش وقته خلينا فى يحيى. يحيى اكتشاف حقيقى وديناصور خارق للعادة. كنا نتسكع بحثًا عن مقهى سهران كما قلت ووجدنا مقهى فى مدخل السوق. طبعًا هى النقيض لهدوء 1930 –راجع التدوينة قبل قبل قبل السابقة- زحام رهيييييب ودوشة عظيمة وباستمرار لا توجد كراسى. المقهى قريبة من 1930 وعندما زرناها كذا مرة اكتشفنا أن الوقت المثالى يكون بعد الثانية عندما تكون الرجل هدأت ولا يتبقى إلا حوالى مائة وأحد عشر شخصًا تقريبًا. نأخذ كرسيين ونجلس عند محل أغلق أبوابه ويبعد عن المقهى مسافة خمس عشرة شيشة تفاحة وثلاث مناضد موديل خرط الندى


وجدنا فى جلستنا كل الناس الحلوة التى كنا نتمنى لقياها من زمن طويل، الحاج جنجل أبو شفطورة والدكش والدعكى وعربى سخصية، كما التقينا بالأسطى أونكل عزت وعلى بوند واسماعين بوند وجيمس بوند بعد أن فتح ربنا عليه وعاد من هوليود بعد فيلم 30 يوم فى السجن ليشارك فى نهضة السينما المصرية الشهيرة فى 17 و18 يناير 1977... المهم الحبايب كلهم هناك، حتى سوكارنو وموسولينى اللذين قضيا سهرة رائعة فى شقة سرحان عبد البصير. لكن كل هؤلاء كوم والحاجة فضة المعداوى التى تروح وتجيئ أمامنا هى وبناتها مفرغة على أسماعنا الحاجات الفللى، إنهن يقضين أوقاتًا مفرحة طوال اليوم فى السوق وهذا وقت مناقشتها والتخفف من أعبائها ليذهبوا غدًا إلى السوق وهن فرش –أى منتعشات-... الحاجة فضة وجنجل وموسولينى والدعكى وغيرهم من رواد المقهى لا يساوون شيئًا أمام طلعة يحيى. ومن لم يرَ يحيى فقد فاته خير كثير. أولاً أنت لا تراه. الأمر ليس سهلاً. لا ينبغى لأى شخص أن يرى يحيى وإلا لصار الأمر سداحًا مداحًا كما قال أحمد بهاء الدين للسادات –راجع فيلم أيام السادات طبعة ميلودى تتحدى الملل- تعليقًا على الانفتاح الاقتصادى.يجب ألا ترى يحيى قبل أن تسمعه أولاً ثم تُحدد لنفسك لا لسكرتيره ما إذا كنت تود رؤيته بالفعل أم ستكتفى باستماعه. يحيى ثروة قومية للمقهى وللجيزة ولا ينبغى أن تشغله عن طابق الدومينو مع أصحابه لأى سبب كان. المقهى تنتمى للسيستم الثانى. فالمقاهى عندى والحسينى نوعان أو سيستمان: الأول سيستم اسمه: (قبل ما الزبون يطول) وهو أنك بمجرد جلوسك تجد القهوجى فى ديلك يسألك عن طلبك وفى هذا إشارة لا تخفى على أحد بأنك لابد أن تغادر سريعًا. والسيستم الثانى اسمه: (قبل ما الزبون يتشل) وهو عكس الأولانى بالمفهومية كده. قهوة يحيى فى آخر قائمة قبل ما الزبون يتشل لدرجة أنك تذهب بنفسك للنصبة لتطلب مشاريبك ولا يأتيك شئ. الغريب أننا نذهب كثيرًا وفى كل مرة نجد قهوجيًا مختلفًا وكلهم يشتركون فى نفس الفضيلة. فى اعتقادنا ونحن نتباحث هذا الأمر الهام أن القهوجى –إذا كان لديهم من يحمل هذا المنصب- يا إما بيلعب جوه دومينو مع الزبائن أو دائم الديلفيرى للمحلات المجاورة وأصحاب الفرش فى السوق ولأصحاب ورواد المقاهى الأخرى إكرامًا ليحيى




يحيى ضخم الجثة وعريض جدًا ما شاء الله وطيب وصوته كالهرم الأكبر لو نطق. لم أسمعه من قبل منخفض الصوت ولا أعرف هؤلاء النجوم الذين يلعبون معه الدومينو إذا كانوا مجبرين أم ممتنين لأن يحيى اختارهم دون غيرهم ليلاعبهم



إذا كان يحيى فائزًا تسمع الآتى
يا يحيى هما 35 مش 45
نعم يا ابن الـ.... ويك ويك ويك (من بتوع 1930) هما 45
يا يحيى ازاى ما احنا لسه عادين الورق
مش قد اللعب ما تلعبش يا ويك أمك

وإذا كان يحيى متأخرًا تسمع الآتى
يا يحيى هما 70 مش 23
ويك ويك ويك ويك
يا جدع انت حرام عليك
ويك ويك ويك ويك
طب والورق اللى احنا لسه عادينه
حطه فى ويكك
ونفس ما يحدث فى 1930 عندما تسمع صوت يحيى معهم تشعر أن جريمة رهييييبة ستحدث الآن وبالطبع الجريمة لا تحدث. أسأل مصطفى الحسينى: هوه فى إيه فيجيبنى بطلاقة: يحيى بياكل صحابه



بعد قليل (ساعة تقريبًا) يأتى يحيى بالشاى والحلبة ويضعهما أمامنا. وأقول وقد ضممت ساقى احترامًا: يا خبر يا عم يحيى بتنزل الطلبات بنفسك. ولا يهمك يا باشمهندز. وبعد أن ينصرف فى زوبعة هادئة يسألنى الحسينى بصدق: هو احنا طلبنا شاى وحلبة. أرد: لأ طلبنا سحلب وكاكاو بحليب. فيقول مستفهمًا: طب مقلتلوش ليه. نسمع يحيى على بعد مناسب يتحاور بهدوء الهرم الأكبر مع شلة من الصعايدة تقريبًا حول شغلانة ما. فأقول للحسينى: روح قوله إن دى مش المشاريب بتاعتنا. نسمع الصوت الحانى ليحيى وخبطه على الكرسى الخشب الفاضى الموجود إلى جواره. فيقول: لأ خلاص مش مشكلة. ننظر إلى المشاريب أمامنا. فيسألنى: مين اللى هيشرب الشاى ومين الحلبة. أقول بسرعة: استنى أما ييجيى عمك يحيى ونسأله أحسن أشرب الشاى وهو منزلى الحلبة فيحس بالإهانة

15 comments:

محمد مصطفى said...

هههههههههههههههههههههههههههههه
بجد جامدة يا بو كمال
وحشاني إفيهاتك جدا

moony said...

رااااااااائع..بوست خفيف وجميل جدااتحياتى لقلمك الممتع.

كراكيب نـهـى مـحمود said...

لا لا انا قلبي ميستحملش كل الكتابة دي
ايوا كده قال تدوينة كل شهر قال !
هيهههههههه
محمد محمد هتعرفني عليه صح!
كتابتك زي ما انت عارف حادة تتكأ على مواطن متداولة بشكل غير مسبوق تخلق من وسط الملل قمة الدهشة عايزة اقولك كلام كبير على البوست ده قد ايه عاجبني .
بقولك قولي شاطرة شاطرة وانا اكتب وهي ترقص يلا دع الخلق للخالق يا صديقي العزيز جدا

Mohamed Kamal Hassan said...

مادو
وانت كمان وحشتنى يا فقرى
فينك يا بنى
اظهر وبان عليك الأمن
ــــــــــــــ
moony
انتى بتغيبى فين
متشكر لأنك متبعانى
لا تقطعى الزيارة
((:
ــــــــــــــ
نهى هانم محمود
شاطرة يا ستى شاطرة
يارب ارحمنى من الأقلام اللى بترقص
ربنا يخليكى على الكلام الكبير الحلو ده
بس الراجل ده مش ضامن أعرفك عليه
مش هقدر أخش معاكى من الشارع أصلاً

خليكى مع أحمد
أحمد بيحبك
((:

دعاء said...

بجد تدوينه جميلة شعرت إني شخصيًا قاعدة في القهوة وشايفه يحيى

Mohamed Kamal Hassan said...

دعاء
يا فندم أول زيارة كده تيجى وتمشى علطول كده

طب كوباية شاى
على العموم مبسوط بزيارتك جدا
((:

ريحانة said...

ههههههههههههههههههههههه

تحفة اكتر من تحفة
بجد هلكت من الضحك

تسلم

دعاء said...

محمد بصراحة مجتش ومشيت على طول لقد قرات تقريبًا كل تدوينات المدونه وجننتني على وجة الخصوص تدوينة الكورونا و والذكريات الثمانينات و1920

بصراحة المدونة نفسها كانت مفاجئه جميله لي فلقد اعجبت بأسلوبك منذ تماثيل الملح بالفعل

بالتوفيق دائمًا إن شاء الله

Mohamed Kamal Hassan said...

ريحانة
مبسوط إنها عجبتك
وربنا يوعدك وتقابلى يحيى
ــــــــــــــــــ
دعاء
يا خبر
طب مش تقولى
ومبسوط انى كتابتى عجبتك
ومبسوط ان روايتى عجبتك

زورينى دايمًا

محمد عبدالحي بتاع بيطري said...

الله يخرب بيت دماغك

وأنتوا أتضربتوا في زيزنيا قبل كده ولا عليكوافلوس ؟
الناس جيراننا و ممكن نحل الموضوع

Mohamed Kamal Hassan said...

محمد باشا
يعنى بيطرى
وأدب بيطرى
أنا لو قلت لك على زيزينيا يبقى مش هكتب عنهم
استنى وانت تشوف تدرر
زيزينيا
أم المعارك
((:

Reky said...

عاجيبنى أسلوبك قوى يا محمد بيفكرني شويه بالتعليقات الساخره ليوسف السباعي أحيانا. خليتني أتشد للحكايه و أتخيل شخصية يحي خصوصا.

Mohamed Kamal Hassan said...

Reky
إيه الزيارة المافجئة دى
شرفتينى طبعًا بالزيارة
مبسوط لأنى أسلوبى عجبك
حسسن إن مرواحى ليحيى جاب نتيجة
((:
بس اسمحيلى
..
..
..
غريب أوى موضوع يوسف السباعى ده
((:
تحياتى
وابقى زورينى كتيييير

Reky said...

إنت بس فكرتني بأسلوبه في أرض النفاق. أنا بحب القراءه والأدب جدا لكن طبعا مقدرش أحلل و لا أفتي.
على فكره أنا لما جيت أرد على رسالتك على الفايس بوك لقيت البروفايل بتاعك مش شغال. هو حصل إيه؟

Mohamed Kamal Hassan said...

reky
شكرًا لاهتمامك بالرد
وآسف لمشكلة الفيس بوك
بس حقيقى أنا نفسى معرفش ايه اللى حصل
ممكن هاكر
وممكن لأنى مبعرفش أتعامل على الفيس بوك فممكن أكون عملت حاجه أوقفت الأكاونت بتاعى

حقيقى معرفش
أنا عملت أكاونت تانى
بس سخيف جدا

كل أما أضيف صديق يطلعلى كلمتين قال ايه لضمان الأمن
المهم
برضه مش شغال كويس
ابعتيلى على
moh_kimo_4@hotmail.com


آه
ومتعرفيش حل ف الفيس بوك ده
((:
تحياتى